التعليم_الإلكتروني، آخر تحديث 2021-04-20

التعليم الإلكتروني في زمن جائحة كورونا (كوفيد-19)

أدت الجائحة إلى بروز خدمة جديدة للطالب والعمل على مواكبة تعليمه وتدريسه وفق عملية التعليم عن بعد "Destination Education" عن طريق التعليم الإلكتروني وهو أحد نماذجه، أي التعلم والتعليم دون تواجد الأستاذ والمتعلم في مكان واحد ويتم الاتصال بينهما من خلال وسائل اتصال متعددة، في مقدمتها الانترنت والفيديو.

تأثير جائحة كورونا على الواقع التعليمي

لقد كان لجائحة كورونا تأثيرا كبيرا على الواقع التعليمي، مما أدى إماطة اللثام عن واقع الأساتذة ومعاناتهم ضمن التعليم الإلكتروني، لأن هذا الأخير يفتقد إمكانيات كبيرة، فحتى 28 مارس/آذار 2020 ووفقا لإحصاءات مجموعة البنك الدولي، تسببت جائحة فيروس كورونا في انقطاع أكثر من 1.6 مليار طفل وشاب عن التعليم في 161 بلداً، أي ما يقرب من 80 بالمئة من الطلاب الملتحقين بالمدارس على مستوى العالم، مما أدى إلى أزمة غير معهودة عليها فأضحى الآن في صراع مع النظام التعليمي في كيفية التعامل في ظرف هذه الجائحة.

يشهد التعليم التقليدي أزمة حقيقية تعتمد على الثقافة التقليدية التي ترتكز ْ على إنتاج المعرفة من قبل المعلم، إلا أن الجائحة جاءت بأسلوب جديد مكن هذا النوع من التعليم من معرفة مجموعة من التحولات الرئيسية التي سيشهدها مستقبل القطاع التعليمي بناءاً على المعطيات المتاحة والإجراءات التي اتخذتها العديد من الدول العربية في المجال التعليمي لمواجهة هذه الجائحة.

حتمية التغيير والتطور

تأثر التعليم التقليدي بهذا النهج الذي سار عليه التعليم متخطيا المنج التقليدي على التعليم الإلكتروني وجعله التعليم المستهدف وقد أفرز هذا النوع ع بروز مجموعة من الابتكارات والاختراعات الرائدة في المجال الإلكتروني في قطاع تكنولوجيا المعلومات و التطبيقات الذكية، وإعطائهم فرصة لتجديد النظام التقليدي نحو تحرره لاستخدام الوسائل التكنولوجية.

إعادة تعريف دور المعلم

لم يعد التعليم كما كان سابقا لوجود المعلم والتلميذ في قاعة واحدة بل تطور وشهد عالما منفتحا على التكنولوجيا التي تمكن الأستاذ بتدريس الطالب عن طريق الاعتماد على العديد من المنصات الرقمية والتطبيقات بل أضحى من المهم تزويد المعلم المدرسي والمحاضر الجامعي بالأدوات والمهارات الإلكترونية اللازمة لمواكبة هذا التطور وإعادة تشكيل الصورة النمطية له و الطرق التعليمية التقليدية.

تحديث وإعادة صياغة المناهج الدراسية المدرسية والجامعية

صار لازاما على النظام التعليمي تغيير المناهج التعليمية القديمة وتعويضها بنماذج جديدة تواكب التكنولوجيا، لنجاح التعليم عن بعد وتوفير المعدات اللازمة سواء للأستاذ أو للتلميذ، أًصبح من الضروري إعادة التفكير في أهداف هذه المناهج، لأن الظروف اختلفت وصارت التكنولوجيا وسيلة للبحث عن المعلومة بطريقة سهلة.

آراء المحللين

قد يرى العديد من المحللين والمهتمين بالشأن التعليمي أن التعليم التقليدي يعرف أزمة لم يشهدها من قبل، فتم أعتماد الدراسة عن بعد باعتبارها وسيلة ناجعة، بالرغم من اتخاذه وسيلة كحل مناسب ومساير لفترة الجائحة، إلا أن هذا النظام الجديد يعرف تحديات ومشاكل لعدم توفر على مجموعة من الآليات، و تتجلى معاناة الأساتذة في ما يلي:

  1. التفاوتات بين التلاميذ خاصة بين تلاميذ العالم القروي والحضري، يتجلى ذلك في تعارض مبدأ تكافؤ الفرص.
  2. غياب توفير التجهيزات الرقمية ومجانية الإنترنت ، أدى إلى خلخلة في التعليم وعدم مواكبة المناهج الدراسية بالنسبة للأستاذ لمسايرة الدرس.
  3. عدم وجود بنية تحتية من الناحية التكنولوجية، وضعف استخدامها.
  4. مشاكل متعددة كانقطاع الانترنيت أو انقطاع الكهرباء... وهنا يتسبب في ضعف جودة التدريس.

رغم المعيقات التي يعرفها التعليم الإلكتروني، إلا أن تطوره سيظل مستمرا لما بعد الجائحة نظرا للمنافع والإيجابيات من بينها:

  • التعلُّم عن بُعد يتيح كذلك إمكان الجمع بين بدء حياة العمل وفي الوقت نفسه الدراسة، ومن ثمَّ لا حاجة للتقسيم الجامد لحياة الإنسان الى فترة نحو (15 – 16) عاماً للدراسة ليبدأ بعدها العمل.
  • يتيح التعلُّم عن بُعد استمرار التعلُّم في أي وقت وفي أي موضوع وفي أي مستوى دون عناء أو مشقة.
  • يتيح التعلُّم عن بُعد كذلك ضبط الامتحانات والقضاء نهائيا على الغش والتركيز في الامتحان على التفكير والتحليل والاستنباط وليس فقط الحفظ والتلقين.
  • التعلُّم عن بُعد في نهاية الأمر سيخفض التكلفة.
  • التعلُّم عن بُعد سيقضى على مشكلات إدارة المدرسة أو إدارة الكليَّة وقضايا الانضباط والنظام وما يرتبط بكل ذلك من تكاليف.
  • هو نظام تعليمي يواكب التطوُّرات في مجال تكنولوجيا نقل المعلومات والاستفادة منها في التعليم.
  • الاستفادة القصوى من الطاقات التعليميَّة المؤهلة بدلاً من الحد من إمكاناتها في تعليم عدد محدود من الدارسين في الجامعات النظاميَّة، بل يستفيد منها عدد غير محدود من الدارسين عبر التقنية الحديثة للاتصالات ونقل المعلومات.
  • تنمية المهارات وتطوير ملكة الإبداع.
  • التعلم الذاتي غير مرهون بمكان ولا زمان محدد لاستقبال عملية التعلم.
  • يكون المحتوى أكثر إثارة حيث يقدم في هيئة نصوص، مقاطع فيديو...الخ

ضرورة التعليم الإلكتروني في المدارس والجامعات

منذ تفشي "كورونا" اضطرت المدارس والجامعات إلى تعليم تلاميذها وطلابها عبر الإنترنت، وكان من الملاحظ في هذه الحالة فقدان المُتعلّمين للمهارات التي تساعدهم على الاستفادة الفعّالة من هذا الشكل من التعليم، من بين الحلول لهذه المشاكل نذكر:

  1. يعتقد (باركر 1996) أن محور النجاح في التعليم عن بُعد هو: المُعلِّم، ويجب أن نضع في حسباننا أنه لا توجد التكنولوجيا التي تعوض من ضعف مهارات التدريس، وعندما يكون المُعلِّم على مستوى جيد فإن التكنولوجيا تصبح أكثر وضوحاً، وأن التدريس الضعيف له تأثير سلبي في تطبيقات التعليم عن بُعد، ولكن عندما يتوافر المُدرِّس الجيد المحنك القادر على استخدام التكنولوجيا استخداماً مبدعاً، يؤدي ذلك إلى إثراء عمليَّة التعلُّم للطالب الذي لا يجلس داخل جدران الدراسة العادية.
  2. وقام (ماكينزي 1997 وآخرون) بتحديد تسعة عوامل هامة لنجاح برامج التعليم عن بُعد.
  3. سهولة استخدام النظام.
  4. وضوح الخصائص المميزة للتعليم عن بُعد والتي تميزه عن التدريس التقليدي.
  5. التوافق مع أسلوب المُعلِّم (من المُميِّزات النسبية والتوافقية).
  6. بواعث ودوافع الطلاب وتنميتها.
  7. تحسين وتطوير تعليم الطالب.
  8. توافر الوقت بدرجة كافية للتعرُّف على كيفيَّة استخدام النظام.
  9. إمكانية استخدام المعدات والأجهزة في الفصول الدراسيَّة.
  10. التدريب المناسب وبدرجة كافية للمُدرِّسين.
  11. توافر الاعتمادات الماليَّة اللازمة (سارة العريني، 1999م).

الخلاصة

يساعد التعلم الإلكتروني على خفض تكلفة التعليم ومن تجدر الإشارة على أنه يكمل التعليم الورقي من أجل التحصيل الدراسي، من خلال اكتساب المعلومات بوتيرة أسرع في البحث عن المعلومة واستثمارها، ولا يمكن البثة إلغاء التعليم الحضوري الذي يحدد التواصل المباشر، باستقبال جميع طلاب التعلم التقليدي في نفس الزمان والمكان، لضمان حق كل تلميذ في التعلم والتعليم، مع أنه مواكب لعملية التعلم عن بعد لانه يرتبط بفلسفة التعليم المستمر، ليس من أجل التعليم وحده ولكن من أجل التعليم والتنميَّة ومواجهة المُتطلَّبات ثم يحتاج إلى المهارات التي تُستحدث يوماً بعد يوم، وفي شتى المجالات لأنه يتناسب مع التقدُّم العلميّ السريع والتراكم المعرفيّ الكبير الذي نعيشه هذه الأيام فمتابعة الجديد في مجال ما كالطب، وهندسة الحاسوب الآلي مثلاً يمكن أن يتم عن بُعد يومياً عبر الشبكة العالميَّة للمعلومات (الإنترنت)، لهذا يُعدُّ الأخذ بهذا النوع من التعليم مواكبة للعصر ومسايرة لظروف الحياة التي نعيشها اليوم.

المصادر

شارك المقال
أعلى